فتية المجد - بلد نيوز

أنباء عدن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مقالات

الخميس 01 مايو 2025 10:10 صباحاً

1745678109.jpeg

 

في انتظار استجابة المجد، ننتصب كأشجار مثقلة بالعمر والرجاء، نحدق في الأفق البعيد، حيث لا وعد يلوح ولا بريق يُطمئن القلب. ملفاتنا معقدة، وقضايانا متشابكة حد الالتباس، كأنها شفرة لا يريد أحد فكها، أو لعلهم لا يعرفون كيف. سنوات عجاف عبرناها بأرواح أنهكها الانتظار، وأثقلها الأمل المؤجل، حتى صار الحلم حملا، والرجاء وجعا.

 

مضينا مثقلين بالتعب، نسير في الدروب ذاتها، نسمع الكلمات نفسها تعاد وتكرر، يلوكها المسؤولون كما لو أنهم لايجيدون سواها، بينما لا يبيعون لنا سوى الوهم، في عباءات الأمل المنمقة، يزينون المشهد بالشعارات، يرصعون الخيبات بانتصارات وهمية  لا تتجاوز صدى الخطب، ويطربون أنفسهم بأوهام صنعتها مكبرات الصوت من حولهم.

 

لا جديد يُرتجى... لا غير صخب الشعارات، وضجيج الانتصارات المصطنعة، التي تُرفع كرايات وهمية في ميادين خاوية. الرجولة الحقيقية لا تولد مصادفة، ولا تُصنع في ورش المؤتمرات. دخول التاريخ لا يكون بضجيج العناوين، بل بتضحيات الكبار، وهمم العظماء. وصعود مدارج المجد يحتاج إلى عرق، ووعي، ونقاء، وقبل ذلك كله، حنكة ودهاء... وكلها عملات نادرة في مشهدنا الراهن، الذي خلا من أولئك الرجال، أو لعل الوقت لم يأذن بعد بقدومهم.

 

سننتظر، نحن الذين لم نعد أحياء بالمعنى الكامل، لكننا لم نلتحق بعد بركب الموتى. ننتظر الفتية أولئك الذين سيخرجون إلينا يومًا ، ومشعل المجد في أيديهم، بعدما استجاب لهم رغمًا عنه، وسيف الإرادة في نفوسهم، ليغرسوا معول التغيير الحقيقي، والبناء الصادق في تراب هذا الوطن، ويرسوا عليه قواعد نهضته... في بلد يستحق المجد، ويتوق إلى من يعيد له اسمه وهيبته.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق