في أحد أيام زمان، كنت مدعوا والكابتن بسام مصطفى لاعب التلال أيضا للعب مباراة في حواري الشيخ عثمان، ضمن فريق "التحدي". الفريق كان يضم نخبة من لاعبي فريق الوحدة ، ومنهم الكابتن مازن بجاش - رحمة الله عليه واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة- المدافع الصلب والمتميز. أثناء استراحة بين الشوطين، سألنا الكابتن مازن عن أحد اللاعبين الجدد، اللي أول مرة ينضم لنا. سألناه: "هذا اللاعب كيف مستواه؟" فرد علي بكلمة خلتني أفكر كثير: "هذا يلعب"، قلت له: "يعني كيف؟ أنا شايفه ماشي حاله"، فقال لي عبارته الشهيرة:
"اللاعبين نوعين: في لاعب، وفي واحد يلعب."
كلامه رحمة الله تعالى عليه كان بسيط، لكنه عميق. في فرق كبير بين "لاعب" فاهم الملعب، متمكن من أدواته، يلعب بعقله قبل رجله، يلتزم بالتكتيك ويقدم لمسات فنية تمتعك. وبين شخص مجرد "يلعب"، يركض ويضرب الكرة لكن ما عنده حس كروي، ولا فهم للعبة.
لكن مع مرور الوقت، اكتشفت إن فيه نوع ثالث… نوع نادر… نوع لما تشوفه تقول:
"هذا مش بس لاعب… هذا حكاية."
اللاعب "الحكاية" هو الظاهرة. العبقري. الموهوب اللي لما يستلم الكرة، تتمنى ما تخرج من تحت رجله. اللاعب اللي يسوي أشياء ما تخطر على بال مشجع، ولا حتى على أذكى مدرب أو أقوى خصم. هذا النوع يلعب بروح، بخيال، بشغف… وكأن الكرة جزء منه، مش أداة في الملعب.
ولما يكون هذا اللاعب في السابعة عشرة فقط؟ هنا تبدأ القصة تصير أسطورة.
تخيل لاعب بهذا العمر يحقق اليورو، يقود منتخب بلاده لنصف نهائي دوري الأمم، يتصدر الدوري مع برشلونة، ويتأهل بهم لنصف نهائي دوري الأبطال، ونهائي كأس الملك!
ما كل هذا الجمال ي يامال ؟ ما شاء الله تبارك الله.
هذا النوع من اللاعبين مش بس موهبة، بل ملهم. يجعلنا نحب اللعبة أكثر، ونتعلق بها من جديد.
في النهاية، الملاعب مليانة ناس "تلعب"، لكن القليل جدًا منهم "لاعبين".
والأندر… هم "اللاعبين الحكاية".
عن فيسبوك
د.مهدي دبان
0 تعليق