يعود «فنون العالم دبي»، معرض الفنون الأوسع انتشاراً في المنطقة، في الفترة من 17 إلى 20 إبريل/نيسان الجاري، في مركز دبي التجاري العالمي، ليجمع أكثر من 400 فنان ومعرض من أكثر من 65 دولة.
وتتيح النسخة الحادية عشرة على مدى أربعة أيام من الأنشطة الفنية والترفيهية، فرصاً للفنانين الصاعدين للوصول إلى جمهور عالمي جديد.
مع استمرار تطور معرض «فنون العالم دبي»، يزداد تأثيره من خلال العدد المتزايد من الفنانين والمعارض الفنية المشاركة عاماً تلو الآخر. ونجح المعرض في تأكيد مكانته باعتباره أكثر من مجرد فعالية، خاصة مع تزايد عدد العارضين الدائمين، فأصبح بمنزلة مجتمع فني عالمي مزدهر. ويدرك الفنانون والقائمون على المعارض الفنية قدرة هذه المنصة على ربطهم بالمهتمين بجمع واقتناء الأعمال الفنية وروّاد الصناعة، واغتنام الفرص الإبداعية الجديدة، ليُسهم الحدث في تعزيز سمعة دبي وجهة أساسية للاكتشاف الفني.
وتعمل نسخة هذا العام على توطيد هذه الروابط، فتوفر مساحة تجمع بين الفنون والفرص، كما تعمل على بناء الإرث الإبداعي.

برنامج

بالتوازي مع الجهود المستمرة التي تبذلها الإمارة في ترسيخ مكانتها مركزاً ثقافياً عالمياً، يؤدي «فنون العالم دبي» دوراً محورياً في تعزيز الحوار بين الثقافات، وتوسيع نطاق وصول الجمهور إلى الفن. وتُقدّم نسخة هذا العام إضافتين رئيسيتين للارتقاء بتجربة الزوار والعارضين.
الإضافة الأولى زيارات كبار الشخصيات، وهي حصرية للمدعوين، وتُتيح لهم الزيارة الأولى لربط جامعي الأعمال الفنية والمشترين التجاريين مباشرةً بالفنانين، الأمر الذي يُساعد على تقوية العلاقات المهمة، إلى جانب تعزيز الحيوية التجارية والثقافية للمشهد الفني في الإمارات.
الإضافة الثانية هي برنامج المشترين الضيوف، وصممت هذه المبادرة خصيصاً لترتيب اللقاءات بين جامعي الأعمال الفنية والعارضين، وتضمن أنشطة التفاعل الاستراتيجية القائمة على الاهتمامات حول الاقتناء، وتدعم نمو سوق الفن في الإمارات من خلال التواصل الاستراتيجي.
وقالت أسماء الشريف، مساعدة نائب الرئيس لشؤون التنمية المستدامة وإدارة المعارض في مركز دبي التجاري العالمي: «يُعد «فنون العالم دبي» منصة رئيسية للتبادل الفني؛ إذ يجمع الفنانين والمعارض وجامعي الأعمال من جميع أنحاء العالم. نعرب عن سعادتنا لتنظيم نسخة المعرض لهذا العام، والكشف عن مبادرات جديدة تُعزز التفاعل وسهولة الوصول والمشاركة في مجريات الحدث، لتكون هذه النسخة الأكثر ديناميكية حتى الآن. ونتطلع إلى استقبال مجتمع الفن العالمي في دبي للاحتفال بالإبداع والثقافة في أجواء مُلهمة».

أجنحة وعروض

يُركّز معرض هذا العام على تعزيز حضوره الدولي، وذلك من خلال إضافة أجنحة جديدة تمثل زيمبابوي ومنغوليا وأستراليا وإستونيا. ويتيح هذا التوسع للزوار تجربة طيف أوسع من الفنون العالمية، بما في ذلك الفن الحديث النابض بالحياة القادم من زيمبابوي، والثقافة البدوية المنغولية، والجداريات الأسترالية الجريئة، ومنحوتات المرايا المكسيكية. وتساعد هذه الأعمال على الارتقاء بالتفاهم، ورفع مستوى التقدير بين الثقافات. ومن جهة أخرى، يُتوقع لهذه الإضافات أن تُسهم في نشر رسالة المعرض المتمثلة في عرض أصوات فنية متنوعة، وتعزيز التبادل العالمي للأفكار.
وإضافة إلى ذلك، ينطلق جناحا الإمارات والفلبين لأول مرة، في خطوة تُسلّط الضوء على الفنون الإقليمية، ومواهب الفنانين المحليين، والقادمين من جنوب شرق آسيا، والتراث الثقافي لهذه المناطق. ويؤكد توسّع الأجنحة الحالية التأثير المتنامي للمعرض بصفته منصة فنية دولية رائدة، يُمكنها أن تجذب جمهوراً أوسع من هواة جمع الأعمال الفنية والمصممين والمحترفين في هذا القطاع.

برنامج ملهم

تقدم هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، الشريك الاستراتيجي للمعرض، برنامجاً ملهماً يتضمن سلسلة من العروض الفنية الحية، وورش العمل التفاعلية والجلسات الحوارية، إضافة إلى تشكيلة من المبادرات المخصصة للشباب. كما يمكن لزوار المعرض المشاركة في ورش الخط والخزف، ومتابعة الفنانين الإماراتيين أثناء إنجاز مجموعة من الأعمال، واكتشاف عرض خاص يدمج بين الحرف التقليدية والابتكار المعاصر. وتأتي هذه المشاركة في إطار التزامات الهيئة ومسؤولياتها الثقافية الهادفة إلى رعاية أصحاب المواهب، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة وحاضنة للإبداع.
وأشار خليل عبدالواحد، مدير إدارة الفنون التشكيلية في «دبي للثقافة»، إلى حرص الهيئة على تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، وذلك من خلال برامجها المختلفة وشراكتها مع المعرض الهادفة إلى دعم وتمكين أصحاب المواهب في مختلف المجالات الإبداعية.
وقال: «يحظى المعرض بمكانة مهمة ضمن أجندة دبي السنوية، وذلك بفضل ما حققه من نجاحات على مدار دوراته الماضية، جعلت منه منصة عالمية قادرة على مد جسور التواصل بين الفنانين والجمهور، وتحفيزهم على إثراء المشهد الفني المحلي».
وعبّر عبدالواحد عن اعتزازه بمشاركة الهيئة في المعرض، بهدف تمكين الفنانين وتشجيعهم على استثمار طاقاتهم والتعبير عن إمكانياتهم ووجهات نظرهم المختلفة، ما يرسخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للاقتصاد الإبداعي.
ويعتبر «فنون العالم دبي» 2025 الذي يقام في ختام موسم الفن الذي استمر أربعة أشهر، معرضاً مثيراً للإبداع. وتضم نسخة هذا العام مزيجاً مُختاراً من المعالم الجديدة والمفضلة التي تعود من جديد لإثراء المشهد الفني المحلي، وتوفير منصة للمواهب الناشئة.
من هذه المعالم مركز المنسوجات، وهو مساحة جديدة مخصصة للاحتفال بحرفية المنسوجات وقدرتها على سرد القصص، وتضم عروضاً حية وورش عمل ومعارض تفاعلية تُشرك المجتمع، من خلال توفير تجارب عملية تُثري المشهد الفني في الإمارات.
أما مبادرة «الفن العام مع ون سنترال دبي»، فتتيح للتركيبات الفنية الضخمة التي تعرض لأول مرة، أحداث نقلة نوعية في المشهد الحضري لمدينة دبي، ما يضمن امتداد التأثير الفني للمعرض إلى آفاق أرحب خارج مركز دبي التجاري العالمي، كما يُتيح الوصول إلى عالم الفن بحريّة تامّة.
ويعود برنامج «الفنان المقيم» للترويج لدبي بصفته مركزاً ثقافياً؛ إذ يُتيح للعارضين الدوليين فرصة إبداع أعمالهم وعرضها في هذا الحدث، وتوفير الاستوديوهات والموارد لهم، والتفاعل مع جمهور عالمي، والارتقاء بالمكانة الفنية للإمارات.

المشاركة الصينية

الصين هي الدولة الفخرية لنسخة 2025 من معرض «فنون العالم دبي»، مع توفير جناح مُخصص للفن الصيني التقليدي والمعاصر، إلى جانب تنظيم عروض ثقافية حية، لتعزيز الحوار الدولي أثناء المعرض ضمن المشهد الفني في الإمارات.
وقالت أسماء الشريف: «يسعدنا أن نستضيف المعرض مرة أخرى، ونرحب بنخبة من الفنانين والمعارض والمبادرات الجديدة. ونواصل التزامنا بتعزيز التبادل الفني، وتعزيز التفاعل من خلال مساحات فنية مخصصة، والتركيبات الفنية العامة الواسعة، وتوفير تجارب تحتفي بالإبداع، وتتجاوز حدود المعرض نفسه، ويكون كل ذلك بالتوازي مع استمرار تطور هذا الحدث».