فرنسيس... البابا الإصلاحي الذي أنصت إلى المهمّشين - بلد نيوز

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فرنسيس... البابا الإصلاحي الذي أنصت إلى المهمّشين - بلد نيوز, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 01:58 مساءً

الفاتيكان - أ ف ب

وضع البابا فرنسيس الذي توفي الاثنين عن 88 عاماً، قضية إعادة الكرامة الإنسانية للمستبعدين في قلب رسالته، فحظي بشعبية كبيرة في العالم، وإن واجه معارضة داخلية في المؤسسة الكنسية بسبب إصلاحات ومواقف جريئة.

وتمّيز البابا الأرجنتيني، وهو من محبي كرة القدم والتانغو، بالعفوية والحيوية لكن أيضاً بإدارة قوية، وهو ما عرّضه لانتقادات. حتى إنه أقرّ هو نفسه في كتاب ضمّ حوارات له مع أشخاص مستضعفين من حول العالم نُشر عام 2022 قائلاً: «أنا عصبي، غير صبور. أحياناً أتخذ قرارات على عجل».

وسعى هذا «الحالم»، بلا كلل إلى تحقيق هدفه الرئيسي: إصلاح الكنيسة لجعلها أكثر اهتماماً بالفقراء والمهمشين. وقال عند انتخابه عام 2013 موضحاً اختيار اسمه الكهنوتي تيمناً بالقديس فرنسيس الأسيزي الذي كان نصيراً للفقراء والمهمشين: «كم أرغب في كنيسة فقيرة، للفقراء».

وكان فرنسيس، وهو أول بابا يتحدّر من أمريكا اللاتينية، أيضاً من أشدّ منتقدي الليبرالية الجديدة، وركّز رسالته على الدعوة إلى العدالة الاجتماعية، والبيئة والدفاع عن المهاجرين الهاربين من الحروب والفقر.

ويقول روبرتو ريغولي، الأستاذ في الجامعة الغريغورية البابوية في روما: «البابا أشرك الكنيسة في قضايا كانت في قلب الديمقراطيات الغربية، مثل البيئة والتعليم والقانون».

- أسلوب غير عادي

وفي روما، نظر البعض إلى الأسلوب غير المألوف لفرنسيس الذي فضّل السكن في شقة صغيرة في دار الضيافة في الفاتيكان على القصر الرسولي، وكان يدعو بانتظام مشردين وسجناء إلى طاولته، على أنه ثورة أو تمرد، معتبرين أنه أعطى الموقع طابعاً أقلّ رسمية.

كان البابا فرنسيس يعبّر عن مشاعره لمن يلتقيهم، وحتى أثناء جائحة كوفيد، أو أثناء جلوسه على كرسيه المتحرك، لم يرفض المصافحة أبداً.

وكان لتمنياته السنوية للكرادلة الرئيسيين في مجمع الكرادلة، تأثير مدوّ عام 2014 عندما عدّد فرنسيس 15 «مرضاً» يصيب الأساقفة، بما فيها «الألزهايمر الروحي» و«التحجّر العقلي».

وذهب معارضوه المحافظون إلى حدّ اتهامه بالتساهل، لانفتاحه على الأشخاص الذين تزوّجوا مجدداً، بعد طلاقهم، والسماح لهم بتناول القربان المقدس.

ورغم أنه غالباً ما كان يُعد تقدمياً في الشؤون الاجتماعية، لم يخرج فرنسيس بشكل جذري عن العقيدة التقليدية.

كما عبّر بانتظام عن رفضه للإجهاض، وقارن هذه الممارسة باللجوء إلى «قاتل محترف»، وكرّر أن الأسرة تتكوّن من أب وأم.

وفي 2020، أغلق البابا فرنسيس الباب أمام الكهنة المتزوجين والشمامسة النساء في منطقة الأمازون، ما هدأ غضب التقليديين، لكنه خيب آمال التقدميين الذين كانوا ينتظرون تغييراً تاريخياً.

على الساحة الدولية، أعلن نفوره من تجار السلاح والحروب، لكن صوته لم يلق آذاناً صاغية. ذهبت دعواته التي لا تعدّ ولا تحصى من أجل السلام في أوكرانيا أدراج الرياح، وهو عجز جعله حتى يذرف الدموع في ديسمبر/ كانون الأول 2022.

ودعا إلى وقف الحرب في غزة، وأظهر تعاطفاً مع الضحايا المدنيين. وفي ظهوره الأخير في عيد الفصح، ندّد في كلمة تلاها أحد مساعديه بـ«وضع مأساوي مخجل» في غزة، محذّراً في الوقت ذاته من «تنامي جو معاداة السامية الذي ينتشر في العالم». وقال: «أدعو الأطراف المتحاربة إلى أن يوقفوا إطلاق النار ويطلقوا سراح الرهائن، ويقدّموا المساعدات للشعب الجائع، والذي يتطلّع إلى مستقبل سلام».

في الشرق الأوسط، برز كرجل حوار بين الأديان.

- شهادة في الكيمياء

وكان فرنسيس الذي وُلد في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1936 في حي شعبي في بوينس أيرس، وهو الأكبر بين خمسة أولاد، حفيد إيطاليَين هاجرا إلى الأرجنتين. ووجّه بانتظام توبيخات قوية للزعماء الأوروبيين الذين يعارضون وصول المهاجرين، وانتقد القادة الشعبويين.

وحصل على شهادة في الكيمياء. وقال، إنه شعر بالدعوة إلى الكهنوت، عندما كان في كرسي الاعتراف في السابعة عشرة من العمر.

وفي سن 21 عاماً، أدت إصابته بالتهاب حاد إلى استئصال جزئي لرئته اليمنى، ما منعه من تحقيق حلمه بالذهاب إلى اليابان آنذاك.

وفي سن 22، انضم خورخي برغوليو إلى الابتداء في الرهبنة ورُسم كاهناً في 1969. وبعد أقل من أربعة أعوام، أي في سن السادسة والثلاثين، انتخب مسؤولاً وطنياً لليسوعيين الأرجنتينيين. وتولّى هذه المسؤولية ستة أعوام.

وخلال الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين (1976-1983)، ناضل خورخي برغوليو للحفاظ على وحدة الكنيسة. وتوجّه بعدها إلى فرايبورغ في ألمانيا، حيث نال شهادة الدكتوراه. لدى عودته، استأنف نشاطه الرعوي في مدينة كوردوبا.

وفي 1992، عينه البابا يوحنا بولس الثاني أسقفاً على أوكا وأسقفاً مساعداً في بوينس أيرس، قبل أن يصبح أسقف بوينوس أيرس. وعيّن كاردينالاً في 2001.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق