وشنت الولايات المتحدة غارات على ميناء رأس عيسى النفطي، وتعتبر هذه الغارات، التي أكدتها القيادة المركزية للجيش الأمريكي، واحدة من أعلى الغارات حصيلة للشهداء حتى الآن في الحملة التي تم إطلاقها في عهد الرئيس دونالد ترامب والتي شملت مئات الغارات منذ 15 آذار/ مارس.

وبثت قناة (المسيرة) الفضائية التابعة للحوثيين لقطات مصورة لآثار الهجوم، وأظهرت جثثا متناثرة في الموقع. وأكدت القناة استشهاد مسعفين ومدنيين من العاملين في الميناء في الهجوم الذي أدى إلى انفجار هائل وحرائق.

وأعلن الجيش الأمريكي أن قواته دمّرت ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وذلك في إطار "قطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين".

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها إن "القوات الأميركية تحركت للقضاء على مصدر الوقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من الإيرادات غير المشروعة التي مولت جهود الحوثيين لإرهاب المنطقة بأكملها لأكثر من 10 سنوات"، وفق تعبيرها.

وتأتي هذه التطورات عقب أوامر صادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعا فيها الجيش الأمريكي إلى تنفيذ "هجوم كبير" ضد الحوثيين، مهددا بـ"القضاء التام" على الجماعة.

وعلى الرغم من هذه التهديدات، واصلت جماعة (أنصار الله) هجماتها، مستهدفة مواقع داخل إسرائيل وسفنًا في البحر الأحمر كانت متجهة إليها، في رد على استمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 18 آذار/مارس الماضي.

وقال زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أمس، إن "معظم سكان القطاع تحولوا إلى نازحين مع تواصل العدوان الإسرائيلي بشراكة أمريكية"، مضيفا أن "العدو الإسرائيلي يستخدم كل أصناف جرائم الإبادة في قطاع غزة، ويواصل حرب التجويع لأكثر من شهر، مع اعتراف أممي بالمعاناة بسبب منع دخول المواد الغذائية".

وعن عمليات الحوثيين في المنطقة، ذكر أن إجماليها خلال نيسان/ أبريل الجاري "بلغ 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحا وفرط صوتي وطائرة مسيّرة".

وأكد أن "هناك الكثير من الاعترافات والتصريحات التي تعبر عن إحباط أميركي وإسرائيلي تجاه الصمود والثبات في الموقف اليمني. ما نقوله للأميركي أن عدوانك على بلدنا يساهم دائما في أن نزداد قوة، وتزداد قدراتنا العسكرية، وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية".