تُعدّ ولائم العطلات، مثل أعياد شم النسيم، من أكثر الوجبات الغنية بالملح على مدار العام، حيث تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم.
وعند إضافة الوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطس والأجبان، نجد أن استهلاك الملح خلال اليوم العادي يتجاوز بكثير المستويات الموصى بها. وقد يعرف بعضنا مدى تأثير الملح في أجهزة الجسم، لكن هل كنت تعرف من قبل أن طعامك المالح قد يعكر مزاجك وربما يدخلك في نوبة اكتئاب؟!

دراسة حديثة تكشف علاقة الملح بالاكتئاب

المعروف أن ارتفاع استهلاك الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. ولكن أكد باحثون في دراسة صينية حديثة نشرت نتائجها صحيفة «ديلي ميل»، أنه تم الآن اكتشاف أن للملح تأثيراً محتملاً في السلوك والتوتر أيضاً.
وأظهرت نتائج الدراسة، أن إضافة الملح إلى الطعام بشكل منتظم قد ترفع من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق بنسبة تقترب من 40%.
واعتمدت الدراسة على بيانات ما يقرب من نصف مليون شخص بالغ في الصين، ووجدت أن أولئك الذين يضيفون الملح دائماً إلى طعامهم كانوا أكثر عرضة بكثير لتطوير اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، مقارنة بأولئك الذين نادراً ما يضيفونه أو لا يضيفونه إطلاقاً للطعام.

الإفراط في الملح لا يؤثر فقط في القلب بل في الدماغ أيضاً

واقترح الباحثون عدة نقاط محتملة، لتفسير فرضية أن الملح لا يؤثر في ضغط الدم وبالتالي يتحكم في صحة القلب بل أيضاً له تأثيرات في الدماغ وذلك لعدة أسباب من بينها:
•يسرع الملح من عملية الشيخوخة البيولوجية، مما قد يزيد من قابلية الشخص للإصابة بمشكلات في الصحة النفسية.
•يوثر الملح في الهرمونات المرتبطة بالمزاج، مثل السيروتونين والدوبامين، وهي مواد كيميائية أساسية لتنظيم المشاعر.
⁠
وقال الباحثون من جامعة شينجيانغ الطبية في الصين: إن دراستهم هي الأولى التي تُظهر وجود تأثيرات مضافة كبيرة على خطر الاكتئاب والقلق نتيجة إضافة الملح إلى الطعام.

كيف يغير الملح كيمياء المخ ويؤثر على المزاج؟

وجد الباحثون أيضاً أن الأشخاص الذين تناولوا نظاماً غنياً بالملح أظهروا نشاطاً جينياً أعلى في مناطق الدماغ المسؤولة عن الاستجابة للتوتر.
وقال جيوسيبي فاراكو، أستاذ مساعد في علم الأعصاب في جامعة كورنيل، والذي لم يشارك في الدراسة: «من اللافت أن هذه التأثيرات ظهرت بعد تعرض قصير لمدة أسبوعين فقط لنظام غذائي عالي الملح».

نصائح للحد من استهلاك الملح لحماية صحتك النفسية

من جانبه، يجري البروفيسور لي غيلمان من جامعة كنت في أوهايو تجارب مشابهة لدراسة ظاهرة تُعرف باسم «تعميم الخوف»، حيث تصبح استجابات الخوف المكتسبة مرتبطة بمواقف جديدة غير مهددة.
ولاحظ لي غيلمان أن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الملح زاد من تعميم سلوك الخوف لدى المشاركين. وأكد الخبراء ضرورة تقليل الملح لأنه مرتبط بخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والذي قد يسبب الجلطات، وأمراض القلب.
وإليك 8 نصائح تساعدك في تقليل استهلاك الملح في طعامك:
•لا تعتمد على الصلصات المعلبة، والمنتجات الفورية مثل الشعرية سريعة التحضير ومرق الدجاج.
⁠•اغسل الفول، وسمك التونة، والخضروات المعلبة قبل تناولها، حيث يساعد ذلك على تخفيف بعض الملح الذي تم حفظها فيه.
•اطلب الصلصات وتوابل السلطة على الجانب، واستخدم القليل منها.
•اعتمد على اللحوم، والدواجن، والمأكولات البحرية الطازجة بدلاً من المصنعة.
⁠•تجنب المكسرات المملحة، أو استبدلها بقطع الخضروات.
⁠•يمكنك استخدام الليمون كنكهة بديلة للملح.
⁠•اطلب وجبتك في المطاعم بدون ملح.
⁠•⁠تجنب الأطعمة سريعة التحضير والمنتجات المصنعة والصوصات المعلبة قدر الإمكان.