كشف الإعلامي فراس حامد، أحد أبرز الإعلاميين العرب في إسرائيل والمذيع في هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، تفاصيل لقاء خاص جمع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، والذي عُقد بعيدًا عن الإعلام، ناقش قضايا سياسية وأمنية حساسة تُعيد رسم العلاقة بين سوريا وفرنسا، كما تعكس تطور مواقف البلدين في ظل التغيّرات المتسارعة في الشرق الأوسط.

ومن أبرز الملفات التي ناقشها اللقاء، كان ملف المقاتلين الأجانب في سوريا، والذي وصفه ماكرون بـ"التهديد المباشر للأمن الإقليمي والدولي".
وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة إنهاء وجود هؤلاء المقاتلين على الأراضي السورية بشكل عاجل، مؤكداً أن هذا الملف لا يحتمل التأجيل.
في المقابل، تعهّد الرئيس السوري أحمد الشرع بالتعامل مع هذه القضية بـ"دقة وحسم"، ما يعكس نيّة النظام الجديد بتقديم صورة أكثر انضباطًا أمام المجتمع الدولي.

القضية الكردية: فرنسا تطالب بموقف مسؤول

تناول اللقاء أيضًا القضية الكردية في سوريا، حيث شدد ماكرون على أهمية حماية حقوق الأكراد، الذين تعتبرهم فرنسا أحد أبرز حلفائها في المنطقة.
وطالب الرئيس الفرنسي نظيره السوري بـ"التعامل المسؤول" مع هذا المكوّن، لضمان عدم تكرار الانتهاكات السابقة وتعزيز الاستقرار في شمال سوريا.

ملف الساحل السوري والدروز: دعوات لتحقيق دولي

في محور آخر، ناقش الطرفان أحداث الساحل السوري، وبخاصة التوترات الأخيرة التي شملت مناطق الدروز.
وأشار ماكرون إلى مشاركة شخصيات مقرّبة من الشرع في تلك المواجهات، داعيًا إلى فتح تحقيق شفاف بالتعاون مع جهات دولية، لضمان العدالة ومنع تفاقم الاحتقان الطائفي.

العلاقات السورية الإسرائيلية: الشرع يفتح الباب... بحذر

وتناول اللقاء إمكانية فتح مفاوضات سلام بين سوريا وإسرائيل، وسُئل الرئيس السوري بشكل مباشر عن هذا الملف، فأكد أن سوريا منفتحة على الدخول في عملية سلام، لكنه أقرّ بوجود عجز حالي عن الرد على الضربات الإسرائيلية المتكررة، ما يضع حكومته في موقف محرج أمام الشعب السوري.

الموقف من تركيا: ماكرون يرفض أي هيمنة تركية على القرار السوري

كما أكد ماكرون رفض بلاده التام لـ"أي هيمنة تركية" على القرار السياسي السوري، مشددًا على أن السيادة السورية يجب أن تبقى بيد دمشق وحدها، بعيدًا عن التدخلات الإقليمية.

فرنسا تراقب المشهد السوري وتؤكد استمرار دورها

واختتم ماكرون اللقاء بالتأكيد على أن فرنسا لن تغادر المشهد السوري، وستواصل مراقبة أداء النظام الجديد عن كثب، في إطار دورها المستمر كـ"لاعب فاعل" في الملف السوري على المستويين الإقليمي والدولي.