آلان جريش: التطبيع مع إسرائيل لن ينجح والسعودية ترفض اتفاق إبراهيمي جديد - بلد نيوز

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"أتمنى أن تغرق غزة في البحر"، هكذا قال إسحاق رابين، الرجل الذي أراد اختفاء غزة ، حتى وهو يتفاوض مع الفلسطينيين، كان يعلم أن العديد من خصومه السياسيين الإسرائيليين أيضًا يريدون التبرئة من هذه الأرض، التي أحبطت رغبتهم في التخلص من الشعب الفلسطيني لما يقرب من 50 عامًا.

وعندما سُئل الرئيس الفرنسي شارل ديغول في السابع والعشرين من نوفمبر 1967 عن الوضع في الشرق الأوسط خلال مؤتمر صحفي حول حرب الأيام الستة، قال: "إن إسرائيل تنظم، على الأراضي التي احتلتها، احتلالا لا يمكن أن ينجح من دون قمع وطرد وإذا ظهرت مقاومة لهذا، فسيسمى ما يقوم بذلك على أنه "إرهابي".

هذه العبارة هي واحدة من العديد من العبارات التي ذكرها المفكر الفرنسي العالمي آلان جريش وهيلين ألدجير في كتابهما "أغنية حب.. إسرائيل- فلسطين، قصة فرنسية".

حاور  مصر تايمز المفكر الفرنسي العالمي آلان جريش رئيس تحرير صحيفة أورينت إكس إكس آي، ورئيس التحرير السابق لصحيفة لوموند ديبلوماتيك العريقة ، ومؤلف العديد من الكتب عن القضية الفلسطينية  والشرق الأوسط ، يتميز آلان بخلفيته الاكاديمية العميقة وتحليلاته الجريئة للأحداث السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط، وبصفة خاصة في سياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

آلان جريش ليس مجرد مراقب للأحداث، بل هو صوت نقدي يسعى إلى تسليط الضوء على القضايا المعقدة التي تؤثر على حياة الملايين.

في هذا الحوار، سنتناول مع المفكر آلان جريش مجموعة من المواضيع المهمة، بدءًا من الوضع الحالي للقضية الفلسطينية واتفاق وقف إطلاق النار، وصولاً إلى زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط ومصير المفاوضات بين واشنطن وطهران في هذه المرحلة.

61.jpeg
المفكر العالمي آلان جريش   يحاور مصر تايمز

كيف ترى مفاوضات و قف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس؟ 

إسرائيل دخلت حرب بلا نهاية ضد فلسطين وسوريا ولبنان، ولها أهداف كثيرة منها القضاء على حماس والقضاء على دور الحركة في غزة، وطرد الفلسطينيين من القطاع خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول  الحلم الصهيوني، الذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "رؤية دونالد ترامب الجريئة لغزة".

إن إسرائيل تريد تغيير وجه الشرق الأوسط بأكمله، وليس فقط فلسطين وهذا ما ذكره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت سابق، وهو أحد  أسباب اندلاع الحرب مع حزب الله في لبنان والتدخل في سوريا أيضا.

وفي هذا الإطار فإن مفاوضات وقف إطلاق النار لا تعتبر ذات أهمية بالنسبة لإسرائيل، بالرغم من وجود الفلسطينيين في غزة وحركة حماس أيضا حتى اليوم، وفي كل مرة كان من الممكن حدوث اتفاق لوقف إطلاق النار ، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أتخذ قرار ضد هذا الاتفاق.

والجدير بالذكر أيضا أن الاتفاق الذي عقد في 19 يناير 2025 كان بعد ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أما الآن من الواضح أنه لا يوجد ضغط لعقد اتفاق جديد، لذا إسرائيل ستستمر في حرب لا تنتهي.

وكيف ترى مفاوضات واشنطن وطهران وهل سيكون هناك رد عسكري في حال عدم الوصول إلى اتفاق؟

العلاقات الأمريكية الإيرانية تؤثر على المشهد الأوسع في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار في إسرائيل، ولكن هناك تيار من الحزب الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية يرفض شن ضربة عسكرية تجاه طهران، لأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد عسكري في المنطقة، وفي النهاية أمريكا لن تضحي بأمن إسرائيل من أجل إيران.

ماذا عن رأيك بشأن تصريحات ترامب حول قناتي السويس وبنما؟

تعكس تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طموحاً جغرافياً سياسياً لإعادة التفكير في النفوذ الأمريكي في نقاط التسامح البحرية الهامة، مثل هذه التصريحات عن المرور المجاني للسفن الأمريكية في قناتي السويس وبنما والتصريحات الأخرى عن الرسوم الجمركية، يمكن فهمها كمحاولات لصرف الانتباه عن القضايا الداخلية وإبراز صورة القوي،  أو لجس النبض آحيانا؛ على الرغم من أن تداعياتها على العلاقات الخارجية  قد تكون سيئة، كما أن الرئيس ترامب له العديد من التصريحات المثيرة للجدل مثل ما صرح به قبل ولايته أنه بإمكانه وقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا خلال 24 ساعة، وهو أمر صعب جدا ولم يتحقق. 

62.jpeg
المفكر العالمي آلان جريش

الرئيس ماكرون أعلن مؤخرا أن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية خلال شهر يونيو القادم؟ كيف ترى موقف باريس من القضية الفرنسية؟

إن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، لن يغير شئ في الوضع الحالي، لكن فرنسا دولة كبيرة ولها دور أوروبي واسع، وكان من المفترض أن تتخذ موقف أكثر قوة وتأثير تجاه إسرائيل ، كالعقوبات الدولية، لكن الرئيس ماكرون قال: “سأفعل ذلك، لأنني أعتقد أنه سيكون في لحظة ما موقفاً عادلاً.. ولأنني أريد أيضاً أن أشارك في حركية جماعية، لابد أن تؤدي بجميع من يدافعون عن فلسطين إلى الاعتراف بإسرائيل، والكثيرون منهم لا يعترفون بإسرائيل”.

 إن هذه الفكرة مقبولة في  الطبقة السياسية الفرنسية، منذ زمن طويل، وتحدث عنها الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران  في الكنيسيت، عام 1982، لكنها لن تؤثر في الوضع الحالي الذي يعاني منه الفلسطينيين في قطاع غزة ويبقى حل الدولتين هو الهدف الأساسي، وجود دولة فلسطينية.

وماذا عن وضع الحكومة الإسرائيلية الحالية وموقف نتنياهو؟

إن الحكومة الحالية خاصة في ضوء الانقسامات الداخلية والمعارضة، فهناك تحديات تواجه نتنياهو، بما في ذلك قضايا الفساد والاحتجاجات العامة في إسرائيل بما فيها قضية الرهائن قد تعيق قدرته على القيادة بفعالية، ولكن الحكومات الإسرائيلية جميعها لها سياسة واحدة تجاه فلسطين لا تتغير وجميعها تحول دون إقامة دولة فلسطينية .

وكيف تجد دور الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية؟

إن تأثير الاتحاد الأوروبي في حل القضية الفلسطينية ضعيف للغاية، إن الحرب على غزة لن تتوقف دون ضغط أوروبي قوي على حكومة نتنياهو، لفرض حل للدولتين دون ضغط أوروبي، حيث أن  ممارسة الضغط السياسي مهم للغاية لإنهاء النزاع  ولكن بالنسبة لسياسة الحالية للاتحاد الأوروبي فإنها محدودة للغاية، ولابد للوصول إلى إلى حل  إنساني في قطاع غزة.

وكيف ترى زيارة ترامب لدول الخليج خلال شهر مايو  الحالي هل تتوقع أن تنجح واشنطن في عقد اتفاقيات إبراهيمية جديدة؟

إن زيارة ترامب القادمة إلى دول الخليج قد تهدف إلى تعزيز العلاقات الدولية والاقتصادية لكن النتائج ستعتمد بشكل كبير على الديناميكات الإقليمية وسياق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتطور، وأي اتفاقات جديدة قد تزيد من تهميش المصالح الفلسطينية إذا تم اعتبارها تتجاهل حقوقهم ، لذا لا أتوقع أن تعقد المملكة العربية السعودية اتفاق إبراهيمي مع إسرائيل في هذه المرحلة، فالتطبيع سيكون خيار مرفوض بالنسبة للمملكة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق