يجلس موساييف على البيانو، يديه تلمس لوحات المفاتيح برفق، محاولاً صياغة لحن قد يصبح يوماً ما النشيد الوطني الجديد لبلاده قرغيزستان. يتصفح موساي هاتفه، محاولًا فهم تفاصيل المسابقة التي أطلقتها حكومة بلاده لاختيار نشيد وطني جديد، بعد أن قررت التخلي عن النشيد المستوحى من الحقبة السوفيتية.
النشيد الوطني الجديد لبلاده قرغيزستان
في هذه الأثناء، يعتلي المتسابقون خشبة المسرح، عارضين مقطوعاتهم الموسيقية وكلمات النشيد الجديد، الذي يجب أن يعكس، وفقًا لشروط المسابقة، الهوية القرغيزية ويعزز من تنمية الدولة الجبلية الواقعة في وسط آسيا.
وعرض برنامج «العالم شرقا»، الذي تقدمه الإعلامية منى شكر، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان «مسابقة في قرغيزستان لاستبدال النشيد الوطني»، إذ يمثل الفوز في هذه المسابقة نجاحًا كبيرًا، إذ قام موساي بتأليف لحنه في يومين فقط، بينما قام أحد أصدقائه الشعراء بكتابة الكلمات.
وقال موساي: "لقد توسعت في استخدام نطاق موسيقي أوسع، مشابه للنشيدين الوطنيين الأمريكي والروسي".
وترى السلطات القرغيزية أن النشيد الحالي لا يعكس بدقة الصورة الحقيقية لأبناء الأمة الشابة، ويُظهر صورة مشوهة لقرغيزستان، التي تمتد تاريخها إلى عصور قديمة، حيث كان شعبها في البداية من الرحل، ثم انضم إلى الإمبراطورية القيصرية، ثم الاتحاد السوفيتي.
يأتي هذا القرار في سياق التغييرات التي يقودها الرئيس صدير جاباروف، الذي تولى السلطة في 2021، بهدف إصلاح رموز الدولة وتحديثها.
وأوضح جابروف: "كنت أرغب في كتابة نشيد لا يقل جودة عن النشيد الحالي، الذي يعد تحفة فنية"، ولكن التوقعات المرتفعة من قبل الشعب القرغيزي تشير إلى تحدٍ كبير أمام هذه المسابقة.
في حال وافقت قرغيزستان على النشيد الوطني الجديد، ستصبح من بين آخر الجمهوريات السوفيتية السابقة التي تتخلى عن نشيدها الذي ألفت موسيقاه في زمن الشيوعية، وذلك بعد أن بقيت روسيا، بيلاروسيا، أوزبكستان وطاجيكستان متمسكة بنشيدها السوفيتي.
0 تعليق