كشف اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع الأسبق ومحافظ شمال سيناء السابق، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن مجرد احتلال تقليدي لأرض مصرية، بل كان يحمل في طياته هدفًا استراتيجيًا بالغ الخطورة، تمثل في محاولة قطع الرابط الحيوي بين المشرق والمغرب العربي من خلال السيطرة على سيناء.
وأوضح اللواء حفظي في تصريحات متلفزة، أن سيناء تمثل اليابسة الوحيدة التي تربط بين جناحي الوطن العربي، وأن من يهيمن عليها يمتلك مفتاح التحكّم في المنطقة بأسرها، لافتًا إلى أن الاحتلال أدرك هذه الحقيقة منذ اللحظة الأولى، فسعى إلى ترسيخ وجوده في هذه البقعة الاستراتيجية بهدف عزل الشرق عن الغرب، وخلق واقع جغرافي جديد يخدم مصالحه التوسعية.
وأشار إلى أن هذا المخطط الاستيطاني لم يكن مجرد طمع في الأرض، بل كان يهدف إلى ضرب وحدة العالم العربي، وإضعافه جغرافيًا واستراتيجيًا، مؤكدًا أن تحرير سيناء لم يكن فقط انتصارًا عسكريًا، بل كان استعادة للرباط العربي، وإفشالًا لمخططات تفتيت المنطقة.
وأضاف اللواء حفظي أن المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية، بدءًا من حرب الاستنزاف وصولًا إلى نصر أكتوبر المجيد، لم تكن دفاعًا عن قطعة أرض فحسب، بل كانت صراعًا وجوديًا لإفشال مخطط استعماري خطير يستهدف الأمة بأكملها.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن ما جرى في سيناء يجب أن يُروى للأجيال القادمة، ليس فقط كتاريخ من البطولات، بل كدروس حية في أهمية الجغرافيا والسيادة، وضرورة الحفاظ على الرباط العربي الذي تسعى قوى كثيرة إلى تقطيعه.
0 تعليق