في خطوة توصف تكتيكية من الطراز الرفيع، أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي زيارة رسمية إلى العاصمة الصينية بكين اليوم، بعد أيام من زيارة مماثلة إلى موسكو.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في وقت تستمر فيه المفاوضات بين طهران وواشنطن ضمن جولات أسبوعية تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي، وهو ما يعكس سعي إيران لتقوية موقعها التفاوضي عبر تعزيز علاقاتها مع قوى دولية فاعلة مثل روسيا والصين.
وعرض برنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "في خطوة تكتيكية من الدرجة الأولى.. وزير الخارجية الإيراني يزور الصين".
وفي الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية، تواصل إسرائيل توجيه تهديدات مباشرة وغير مباشرة باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، في ظل ما تصفه بخطر متزايد من امتلاك طهران للسلاح النووي.
ورغم التصريحات الإسرائيلية المتكررة، تشير تقارير استخباراتية إلى أن تل أبيب لن تتمكن من تنفيذ ضربات حاسمة دون الدعم اللوجستي والعسكري من الولايات المتحدة.
من جهتها، أعلنت بكين عن نيتها إجراء محادثات معمقة مع وزير الخارجية الإيراني، مشددة على أهمية تعزيز الثقة السياسية بين البلدين.
كما أشارت إلى أن اللقاء سيتناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى سبل توسيع التعاون الثنائي، في إشارة واضحة إلى تقارب استراتيجي يهدف إلى موازنة النفوذ الأمريكي المتزايد في المنطقة.
وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن، خاصة على خلفية الحرب التجارية المحتدمة بين البلدين، ما يجعل من الورقة الإيرانية أداة ضغط فعالة في يد الصين.
وبين تصعيد التهديدات وتعميق المحادثات، يبقى المشهد الدولي معلقًا بين خيارين: الأول هو إحياء الاتفاق النووي عبر الحلول السلمية، والثاني هو الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة لا تحمد عقباها، في ظل لعبة معقدة تحكمها توازنات المصالح وتحركات الأطراف في اللحظات الحرجة.
0 تعليق