قال الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، إن الشباب في هذا العصر يُعذرون إلى حد كبير في حيرتهم واضطرابهم، نتيجة ما وصفه بـ"السيل الهادر من المعلومات والمعارف غير الموثقة"، مشيرًا إلى أن الواقع المعرفي الحالي أصبح مشوشًا ومربكًا.
وأوضح العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين: "إحنا في زمن بيطلق عليه بعض المفكرين اسم الحداثة السائلة، زي ما سماها المفكر البولندي 'زيجمونت بومان'، وده بيعبّر عن حالة من السيولة في المعارف والمفاهيم، الإنسان مش عارف إيه الأصل وإيه الفرع، ولا مين بيقول إيه، والكلام جاي منين".
وحذر الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف من خطورة هذا الانفلات المعرفي، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن الناس إذا لم يجدوا عالماً اتخذوا رؤوساً جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا"، موضحا أن "المشكلة إن الناس بتصدق أي حد بيتكلم باسم الدين، حتى لو كان مش مؤهل، وده بيربك العقول والقلوب".
وأكد أن المخرج من هذا الواقع هو البحث عن العلم الرصين، موضحا: "العلم مش مجرد معلومات أو ثقافة عامة.. العلم قواعد وأصول ومعطيات تؤدي إلى نتائج. أما الثقافة فهي شيء من كل شيء، والمعرفة أوسع لكنها غير منضبطة. لازم نفرق بينهم".
وأشار إلى بكلام الإمام الشافعي رضي الله عنه: "قدر كل امرئ ما كان يحسنه، والجاهلون لأهل العلم أعداء، ففز بعلمٍ تعش حياً به أبداً، الناس موتى وأهل العلم أحياء".
ودعا الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، الشباب إلى الرجوع للعلماء الثقات، والتمسك بالعلم الصحيح، قائلاً: "العلم يحفظ الإنسان من الفتن، ويهديه إلى طريق الثبات".
0 تعليق