في قلب الشرق الأوسط المتقلب، حيث تتصارع الإرادات وتتضارب المصالح على صفيح ساخن من التوترات الإقليمية والدولية، يقف اليمن كساحة مفتوحة لـ "لعبة الأمم" المعقدة. وبينما تتداخل خيوط التحالفات والعداوات، يبرز فاعل جديد (أو قديم يعود بحلة جديدة) يحمل في طياته القدرة على تغيير مسار الأحداث وتقليب الطاولة: أبو عمر النهدي. والنهدي هو قيادي سابق بارز في تنظيم القاعدة في اليمن، عرف بتقربه من أحمد الشرع (الجولاني سابقاً) في سوريا، وقد سبق له الانشقاق عن التنظيم الأم في عام 2018، وذلك بعد ورود تقارير عن خلافات عميقة مع قيادات أخرى في التنظيم، بما في ذلك خالد باطرفي. عودته إلى الساحة اليمنية وإعلانه عن تشكيل حركة جديدة تحت مسمى "تيار التغيير والتحرير" بدعم تركي محتمل، تجعله بمثابة "الجوكر" الذي يمكن أن يقلب التوازنات القائمة ويفرض واقعاً جديداً على هذا الصراع المعقد، خاصة في ظل سعيه لتقديم نفسه كبديل أكثر "اعتدالاً" أو ذا أجندة مختلفة عن القيادة الحالية للقاعدة.
في هذا السياق المشتعل، يعود إلى الواجهة اسم "أبو عمر النهدي"، هذا القيادي السابق الذي يحمل في طياته تاريخاً مع تنظيم القاعدة وانشقاقاً عنه بسبب خلافات داخلية. يُنظر إلى عودته وتأسيسه لـ "تيار التغيير والتحرير" كخطوة تسعى للاستفادة من الفراغ والصراعات المتصاعدة في اليمن، مدعوماً بدعم خارجي محتمل. هذا الظهور يجعله بمثابة "الجوكر" الذي يمكن أن يعيد رسم خريطة التحالفات ويؤثر بشكل كبير على مسار "لعبة الأمم" في اليمن.
بينما تستعد الميليشيات المسلحة المدعوم من الولايات المتحدة لمواجهة أنصار الله (الحوثيين) في معركة قد تحدد مستقبل اليمن، يظهر "النهدي" كعنصر إضافي يزيد من تعقيد المشهد. فإذا صحت الأنباء عن تحالف محتمل بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة (رغم الخلافات التاريخية والانشقاق السابق)، فإن "جوكر المرحلة" هذا قد يدفع بـ "لعبة الأمم" إلى مستويات جديدة من التصعيد والفوضى، مستغلاً حالة الاستقطاب الحاد بين الأطراف المتنازعة.
الحديث عن غطاء جوي محتمل لقوات "النهدي" من قوى إقليمية ودولية فاعلة يزيد من غرابة "لعبة الأمم" في اليمن. فـ "الجوكر" قد يحمل في طياته تحالفات غير متوقعة، تجمع بين خصوم تقليديين، مما يجعل التنبؤ بمسار الصراع أكثر صعوبة ويزيد من حالة عدم اليقين التي تلف "الصفيح الساخن" اليمني، ويكشف عن أبعاد جديدة في "لعبة الأمم" تتجاوز التصنيفات التقليدية.
إن سيطرة تحالف يقوده "جوكر المرحلة" على مناطق استراتيجية في اليمن، وخاصة صنعاء وباب المندب، يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على "لعبة الأمم" في المنطقة بأسرها. فبالإضافة إلى المخاطر الداخلية على اليمن، فإن هذا السيناريو قد يغير موازين القوى الإقليمية ويؤثر على مصالح دول كبرى متورطة بشكل أو بآخر في هذه "اللعبة" المعقدة، مما يستدعي تحليلاً دقيقاً لأبعاد هذا الظهور وتأثيره المحتمل على الاستراتيجيات الإقليمية.
في ظل ظهور "جوكر المرحلة"، تتصاعد التساؤلات حول الأوراق الأخرى التي قد يلعب بها "النهدي" ومن يقف خلفه في هذه "اللعبة" المحتدمة. ما هي الأهداف الحقيقية لهذا الظهور المفاجئ؟ وكيف ستؤثر تحركاته، في ظل خلفيته وخلافاته السابقة مع القاعدة، على مسار "لعبة الأمم" في اليمن؟.
يبقى اليمن ساحة لـ "لعبة الأمم" شرسة تجري على "صفيح ساخن" من التوترات. وفي هذا المشهد المعقد، يظهر "أبو عمر النهدي" كـ "جوكر المرحلة"، يحمل في طياته القدرة على تغيير مسار اللعب وخلط الأوراق. وبينما تترقب المنطقة بحذر تحركاته، فإن مستقبل اليمن ومستقبل "لعبة الأمم" في هذه البقعة الحيوية من العالم يبقى معلقاً على القرارات التي سيتخذها هذا اللاعب الجديد وتأثيرها على ديناميكية الصراع، في ظل سعيه ربما لتقديم نفسه كقوة ثالثة أو بديل في المشهد اليمني المعقد.
0 تعليق