في ذكرى وفاته..
يُعد الموسيقار الراحل حسن أبو السعود أحد أبرز الأسماء في تاريخ الموسيقى العربية، حيث ترك بصمة واضحة في مجال التلحين والموسيقى التصويرية، وساهم في اكتشاف وتقديم العديد من النجوم الذين أصبحوا من عمالقة الفن العربي.
نشأته وبداياته الفنية
وُلد حسن أبو السعود في 2 أبريل 1948 بمدينة المحلة الكبرى، في أسرة موسيقية، حيث كان والده "علي أبو السعود" من أبرز عازفي آلة الكلارينيت في الشرق الأوسط. انتقل مع أسرته إلى ليبيا، وهناك بدأ مشواره الفني كعازف أكورديون في فرقة "صلاح عرام"، ثم انضم إلى فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، التي من خلالها أظهر موهبته في التلحين. في عام 1970، قدم أول أعماله في مجال التأليف الموسيقي من خلال مسرحية "كل واحد له عفريت".

إسهاماته الموسيقية
لحّن حسن أبو السعود ما يقرب من 1500 لحن، وقدم الموسيقى التصويرية لأكثر من 75 فيلمًا سينمائيًا، من أبرزها: "العار"، "الكيف"، "جري الوحوش"، "أربعة في مهمة رسمية"، "البيضة والحجر"، و"سلام يا صاحبي". كما وضع الموسيقى التصويرية لأكثر من 35 مسلسلًا، مثل: "لن أعيش في جلباب أبي"، "نحن لا نزرع الشوك"، و"العطار والسبع بنات" .
تميّزت ألحانه بالتنوع والقدرة على المزج بين الموسيقى الشرقية والغربية، مما جعله أحد أبرز المبدعين في مجاله.
اكتشافه للنجوم
كان حسن أبو السعود له دور كبير في اكتشاف وتقديم العديد من النجوم الذين أصبحوا من أبرز الفنانين في الوطن العربي. من أبرز اكتشافاته: المطرب الشعبي أحمد عدوية، الذي قدّم له أغنية "يا بنت السلطان"، والمطربة شيرين عبد الوهاب، التي قدّم لها أغنية "ما تجرحنيش"، والفنان تامر حسني، الذي قدّم له أغنية "حبيبي وانت بعيد" .

دوره النقابي
شغل حسن أبو السعود منصب نقيب الموسيقيين من عام 2002 حتى 2007، حيث كان له دور بارز في تحسين أوضاع الموسيقيين، من خلال رفع المعاشات ورعاية المتقاعدين، والتصدي لانتهاكات العقود بين المطربين وشركات الإنتاج .
وفاته وإرثه الفني
توفي حسن أبو السعود في 17 أبريل 2007 إثر أزمة قلبية مفاجئة، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا من الألحان والموسيقى التصويرية التي ما زالت خالدة في ذاكرة الجمهور. يُعتبر أبو السعود من أبرز صناع الموسيقى في مصر والعالم العربي، وأحد الأسماء التي ساهمت في تشكيل الذاكرة الموسيقية للأجيال المتعاقبة.

0 تعليق